عادة لا يهتم عشاق ألعاب الفيديو كثيراً بالتغييرات الإدارية ضمن شركات الألعاب، لكن الأخبار التي صدرت هذا الأسبوع عن تقاعد Jim Ryan ومغادرة منصب رئيس قسم بلايستيشن التابع لشركة سوني، أثارت ردود فعل غريبة من جانب اللاعبين فالجميع لاحظ أن هناك أشبه باحتفال عم حسابات اللاعبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكأن هناك ثأراً بينهم وبين رايان.

السؤال إذاً ما سبب كره اللاعبين لهذا الرجل؟ بالنهاية هو أشرف على الإطلاق الناجح لجهاز PlayStation 5 وإصدار الألعاب الناجحة مثل God of War Ragnarok وHorizon Forbidden West. ألم يكن يقوم بعملٍ لائق؟

ومع ذلك، فإن فترة ولاية رايان التي استمرت أربع سنوات شابها الجدل أيضًا، والسبب طبعاً قراراته وتصريحاته، رجل التسويق الذي بدأ في شركة Sony في عام 1994، عمل في أدوار مختلفة في جميع أنحاء الشركة، معظمها في أوروبا، قبل أن يتولى منصب الرئيس في عام 2019 وتم تعيينه كرئيساً لسوني للترفيه التفاعلي على عكس الوجوه السابقة لـ PlayStation، مثل Shawn Layden الهادئ وشوهي يوشيدا المحب للألعاب، ظهر ريان للعديد من المعجبين كرجل شركات وأعمال مخضرم.

تصريحه المستفز حيال دعم التوافق المسبق للألعاب الكلاسيكية

أتذكرون عندما طالب الجمهور بأن يتم دعم الألعاب الكلاسيكية عبر ميزة Backwards Compatibility كما فعلت مايكروسوفت؟ حينها أثار جيم ريان غضب عشاق الألعاب القديمة عندما قال إن ألعاب PlayStation 1 وPlayStation 2 الكلاسيكية “تبدو قديمة فلم قد يرغب أحدهم بلعب الألعاب القديمة؟” مع العلم أن سوني سبق ودعمت تلك الألعاب بأجهزتها الأولى. وذكر بأنه يسمع الكثير من الطلبات حول ميزة Backwards Compatibility لكن على أرض الواقع لا يرى بأنها تستخدم بشكل كبير من اللاعبين. ولكن سوني عادت وحاولت إصلاح الموقف عبر منح مشتركي بلايستيشن بلس بريميوم بعض الألعاب الكلاسيكية لكن مكتبتها تعتبر فقيرة حتى الآن.

جيم ريان واستفزازه للاعبي الشرق الأوسط

أثناء الترويج لإنجازات شركة سوني في أوروبا وآسيا، ادعى رايان أن “الناس لم يلعبوا الألعاب مطلقًا قبل PlayStation في الشرق الأوسط”، ولا ندري من أخبر جيم بهذه المعلومة الغريبة العجيبة التي أغضبت اللاعبين بالمنطقة بشدة، حيث يعتقد “جيم ريان” أنه لم يكن هناك وجودًا لألعاب الفيديو في الشرق الأوسط قبل ظهور أجهزة بلايستيشن، ما يعني أن صناعة الألعاب بدأت في تلك المنطقة بعد عام 1994، تاريخ إطلاق أول جهاز بلايستيشن بالأسواق، وهو أمر لا أساس له من الصحة نظرًا لأن الفترة التي سبقت هذا التاريخ شهدت توفر العديد من أجهزة الألعاب الكلاسيكية في معظم الدول العربية مثل منصات Nintendo و Sega وحتى قبلها أيام كمبيوتر صخر وغيره.

بلايستيشن من أجل الدافعين

لابد وأنكم سمعتم هذه العبارة كثيراً من قبل اللاعبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمنذ أن استلم جيم ريان قيادة بلايستيشن والبعض يشعر بأن شعار من أجل اللاعبين تحول إلى من أجل الدافعين، وهذا بسبب عدة قرارات فجرها الرجل بوجه جمهور المنصة.

حيث كانت سوني من أوائل الشركات التي فرضت سعر 70 دولاراً هذا الجيل رغم أنها لا تدفع عمولة الـ 30% على نشر ألعابها بمتجرها كما يحصل مع شركات الطرف الثالث. والأدهى من ذلك كان دفاع جيم ريان عن سعر الـ70$ بالقول أن قيمة ألعاب PS5 واضحة. ولعل القشة التي قصمت ظهر البعير كانت بقرار سوني مؤخراً زيادة أسعار اشتراك PS Plus السنوية بدءًا من 6 سبتمبر.

تهميش دور الاستوديوهات الصغيرة

غضب اللاعبون كذلك عندما سمعوا تقريراً لـ جيسون شراير أن Jim Ryan قرر التركيز على استوديوهات معينة ألعابها تحقق عائدات ضخمة مضمونة. فهو لم يعد يرغب بالمخاطرة والمجازفة عبر منح باقي الفرق باستوديوهات بلايستيشن الفرصة كي يبتكروا عناوينهم الخاصة بالتالي إمكانية أن يصبحوا بيوم من الأيام من ضمن تلك الفرق الكبيرة.

كما حدث مع Visual Arts Service الذي حاول أن يكون له مشروعه الخاص ولكن سوني رفضت، فما كان منه إلا وأن قرر يعمل على ريميك The Last of Us لكن حتى هذا المشروع سحبته سوني منه وسلمته لنوتي دوق!. أي أن سوني من الآن وصاعداً ستهتم فقط لتلك الحصريات التي تلقى مديحاً من النقاد، وحتى لو كان ذلك على حساب آراء بعضاً من جمهورها. فكلنا يذكر دفاع ريان عن نيل دركمان فهو لم يكترث بالفارق الكبير بين الجزء الأول والثاني من The Last of Us طالما النقاد صفقوا لها.

تهميش سوني اليابان وفرض سيطرة غربية على سوني

منتقدو Jim Ryan لديهم مآخذ عدة عليه، أهمها أنه ينطلق برسم استراتيجية بلايستيشن من منطلق رأسمالي أمريكي بحت، ويتهمونه بأنه قاد المساعي لفرض سيطرة أمريكية مطلقة على بلايستيشن – رغم أنه ليس بأمريكي – عبر صراعٍ داخلي بين الفرع الأمريكي والياباني – بحسب تصريح لمطور سابق بالشركة – كان نتيجتها تهميش سوني اليابان.

وقبل أن يستلم جيم ريان منصب قائد بلايستيشن سمعنا بأنه كان هناك صراعات داخلية واضطرابات بأروقة Sony قد تكون سبب مغادرة Shawn Layden حيث ادعى تقرير بأن هنالك صراعاً إدارياً داخلياً في الشركة ناجم عن إعادة الهيكلة التي جرت في أبريل 2018 عندما تولى John Kodera إدارة سوني أمريكا وسوني الياباني، فيما تم تعيين جيم راين مسؤول عن القسم الأوروبي والتسويق لكل الأقسام.

بعدها في فبراير الماضي تم تعيين رايان رئيس لسوني للترفيه التفاعلي وحينها سعى لدمج الأقسام الثلاث معاً وهذا تسبب بحالة من الفوضى والضبابية لأن سياسة التسويق والبيع تختلف ما بين أمريكا وأوروبا واليابان ولكل منه له طريقته الخاصة، وانتهى الأمر بوجود 3 فرق يعملان على نفس الشيء من دون وجود وضوح بآلية العمل وإرسال تقارير سير العمل للرؤساء. وبعد خروج لايدن فرض رايان سيطرته على بلايستيشن وبات القسم الغربي هو المهيمن.

هذه كانت أول خمس أسباب دفعت اللاعبين لكره Jim Ryan سنكمل بالجزء الثاني حديثنا عن بقية الأسباب…