إنَّ أسهل طريقة كي تجني استوديوهات الألعاب المال هي تطوير أجزاء أخرى من ألعاب محبوبة طَوَّرَتها كما هو الحال مع Super Mario و Final Fantasy و Resident Evil وغيرهم، إلا أن هناك استثناءات لهذه القاعدة، فهناك ألعاب محبوبة حصلت على تقييمات عالية لم تحصل على جزء ثانٍ حتى الآن، وهذه الألعاب ليست ذات تصنيف واحد بل عدة تصنيفات، وليست على منصات واحدة أيضًا. هناك عدة أسباب قد تؤدي لحدوث ذلك منها: عدم تحقيق أرباح كفاية كما كان يأمل المطورون والناشرون أو تَوَقُّف المطورون عن العمل لظروف ما. إليك أبرز ثمانِ ألعاب لم تحصل على تكملة حتى الآن:

8. Sleeping Dogs

لعبة Sleeping Dogs هي مشروع شركة United Front الذي حاولت به دخول تصنيف “الجريمة”، لكنها لم تُفلح لعدة أسباب، على رأسها أن فكرة اللعبة عبارة عن تقليد رخيص لـGTA.

في الواقع، تتفوق لعبة Sleeping Dogs على GTA في جوانب معينة مثل عدم انخفاض جودة التمثيل الصوتي للشخصيات بغض النظر عن مدى صغر دور الشخصية، والتركيز على المهام الفرعية بنفس القدر المُرَكَّز فيه على المهام الرئيسية، وهذا غير موجود تقريبًا في GTA.

من سوء حظ لعبة Sleeping Dogs أنها أُطْلِقَت في نفس سنة إصدار ألعاب قوية مثل Far Cry 3 و Borderlands 2 وغيرهما.

باعت لعبة Sleeping Dogs حوالي 1.5 مليون نسخة، إلا أن ناشرها عَدَّها فاشلة. خططت شركة United Front لعمل جزء ثانٍ للعبة، بل وحددت المكان الذي سيدور فيه قصة التكملة، وهو دلتا نهر اللؤلؤ في الصين، وخططوا للعديد من الآليات المثيرة للاهتمام في طريقة اللعب، ولكن في النهاية توقفت عن تطويرها.

7. L.A. Noire

استغرق تطوير لعبة L.A. Noire سبع سنوات، وعانت من تأخيرات متعددة وشكاوى من الموظفين وتغيير في النظام الأساسي وحتى الناشر! ولكن يبدو أن الأمر استحق كل هذا العناء في النهاية، فقد حققت اللعبة نجاحًا باهرًا. على الرغم من الإشادة بالتصميم والتمثيل الصوتي والحبكة المعقدة، إلا أن طريقة التقاط حركات الشخصيات وتسلسلات الاستجواب والتركيز على الاستنتاجات هو ما جعل اللعبة تتفوق على منافسيها، مع أنه يمكن القول أنه لم تكن هناك منافسة حقيقية للعبة، فقد باعت اللعبة أكثر من سبعة ملايين نسخة، وحصلت على كثير من الجوائز، وكان من الواضح أن الجماهير تتوق إلى المزيد، لكن كانت هناك مشكلة واحدة فقط: بعد خمسة أشهر من صدورها، تمت تصفية المطور Team Bondi.

6. Blast Corps

حققت شركة Rare نجاحات عديدة -ربما أكثر من أي شركة أخرى- على منصة Nintendo 64 مثل Diddy Kong Racing وPerfect Dark وBanjo-Kazooie وConker s Bad Fury Day، وبالطبع لا ننسى GoldenEye 007. هذا السجل الحافل بالنجاحات قد يجعلنا ننسى أول أعمالها على النظام: لعبة Blast Corps.

مهمة هذه اللعبة هي تأمين طريق لوحدة نقل نووية من خلال تدمير أي شيء قد تصطدم به. يُمكن للاعبين هدم المباني بالجرافات والشاحنات والصواريخ وغيرهم. في الواقع، عليك تدمير كل شيء لإنقاذ الجميع.

ربما لم تكن مذهلة كألعاب شركة Rare الأخرى، ولكن المفهوم المُبْتَكر وعناصر التحكم المرنة والتنوع في الألغاز جعل من Blast Corps طفرة في حد ذاتها. كما أن تحويل ناطحة سحاب مكونة من 20 طابقًا إلى أنقاض عن طريق الاصطدام بها من أعلى ليس بالأمر الشائع وقتها.

للأسف، لم تحقق Blast Corps حصة المبيعات المُتوقَّع لها، مما أدى إلى القضاء على أي فرصة لتكملتها.

5. Space Station: Silicon Valley

تدور قصة لعبة شركة DMA Design هذه حول رقاقة حساسة تسمى EVO تهبط على محطة فضائية مأهولة بروبوتات مُتَّخِذَة هيئة حيوانات. يتمتع كل روبوت بقوة رئيسية واحدة، مما يعني أنه يجب على EVO معرفة مَن يجب أن يتملَّكه لإكمال المهام المُحَدَّدة. عند إصدار اللعبة تلقت إشادة كبيرة والعديد من الجوائز بسبب روح دعابتها الغريبة، والألغاز المُبْتَكَرة والمستويات الصعبة وغيرها. ومع ذلك، فإن ما يميز هذه التحفة الفنية هو التنوع في طريقة اللعب، حيث يوجد أكثر من 40 روبوت يُمكن التحكم فيهم، وعشرات المستويات المتنوعة التي يُمكن استكشافها، بحيث لن تشعر بلحظة من الممل. ولكن في النهاية لم تحقق اللعبة مبيعات جيدة لذا لم تحصل على تكملة.

4. Sekiro: Shadows Die Twice

مع أن محبي ألعاب Souls كانوا يتوقون إلى جزء آخر من لعبة Bloodborne منذ عقد من الزمن، إلا أن Sekiro: Shadows Die Twice تستحق تكملة هي الأخرى.

تصنيف لعبة Sekiro هو “Souls” في الأساس، إلا أن لديها مجموعة من الآليات الفريدة التي تميزها عن سابقاتها في نفس التصنيف، فبدلًا من طريقة قتال الأعداء المُعتادة، يدور القتال حول الهجمات المضادة والمراوغات والخدع، بحيث يكون التركيز على توقيت الهجوم والدقة بدلًا من القوة وحدها. تتوفر هذه العناصر في ألعاب شركة FromSoftware الأخرى، إلا أن Sekiro تأخذ هذه الآليات لمستوى جديد تمامًا، وسيكون من المذهل أن نراها في جزء آخر بتطوير جديد.

تجسد Sekiro حقبة Sengoku بشكل رائع، إلا أن هذه ليست الحقبة الوحيدة التي يُمكن تجسيدها نظرًا لاحتدام الصراعات في اليابان الإقطاعية لأكثر من ألف عام مما يعني وجود حِقَب أخرى يُمكن استكشافها في أجزاء أخرى من اللعبة.

3. Mark of the Ninja

ترتكز ألعاب التخفي على السرية والدقة، ولكن غالبًا ما يكون هذا النوع متضمِّنًا للكثير من القتال العنيف. لكن لعبة Mark of the Ninja تعد استثناءً، إذ تركز على التخفي أكثر من أي شيء آخر، فقد جعلت اللعبة مواجهة الأعداء وجهًا لوجه أمرًا صعبًا، مما يجبر اللاعبين على الاستمرار في التخفي.

يستخدم بطل الرواية الذي تدرب على “Ninjutsu” العديد من الآليات المبتكرة ليظل متخفيًا، بما في ذلك إخفاء الجثث، وفتح الأقفال، وتعطيل الأضواء، وتشتيت انتباه الحراس. تم تجهيز النينجا المجهول بالسهام، والخطاطيف، والجراثيم، والألغام، والقنابل الدخانية، وغيرها، مما يوفر مجموعة متنوعة من الأساليب للقضاء على الأشرار وتعطيل أنظمة الأمن. وأيضًا تتم مكافأة بطلنا بنقاط إضافية إذا تم استخدام تقنيات أكثر دقة على الأعداء. نظرًا لأنه يمكن استبدال هذه النقاط بعناصر وترقيات مفيدة، يتم تشجيع اللاعبين على تقييم كل خطر والعثور على الاستراتيجية الأكثر غموضًا للتقدم.

تعد لعبة Mark of the Ninja واحدة من أفضل ألعاب التسللل والتخفي ثنائية الأبعاد على الإطلاق نظرًا لما ذكرناه عاليًا، لذا من الغريب أن شركة Klei Entertainment لم تسعَ أبدًا حتى اللحظة للحصول على تكملة لها.

2. Vagrant Story

تعد لعبة Final Fantasy من ألعاب تصنيف RPG المُهَيْمِنة التي تجعل من السهل نسيان ألعاب أخرى مذهلة بنفس التصنيف مثل Secret of Mana و Dragon Quest وChrono Trigger وBravely Default.

ولكن لعبة Vagrant Story تستحق المزيد من التقدير أكثر من أي لعبة أخرى لدى شركة Square، فقد كانت لعبة PS1 متقدمة، حيث استخدمت القتال الفوري (real-time) القابل للإيقاف مؤقتًا، والقدرات المقيدة، وصناعة الأسلحة قبل وقت طويل من أن تصبح هذه التكنيكات شائعة. قام Hiroshi Inagawa وفريقه الفني بتطوير الجرافيك للحد الذي تُصُوِّرَ فيه أن منصة PS1 لن يستطيع التعامل مع هذا الجرافيك دون مشكلة.

يعد الاستطلاع والاستكشاف عاملًا كبيرًا في ألعاب RPG، إلا أن مطورو Vagrant Story عملوا على تحسينه فوضعوا اللعبة بأكملها في شبكة على شكل متاهة. قد يؤدي هذا إلى تجوال ممل، إلا أن هذا لا يمثل مشكلة أبدًا بسبب الخريطة المُصَمَّمَة بشكل مثالي.

بفضل النتيجة الفخمة ونظام المعركة المُبْتَكَر والقصة الملحمية والشخصيات الآسرة، ليس من المستغرب أن تصبح Vagrant Story هي لعبة الفيديو الثالثة التي تحصل على نتيجة مثالية في مجلة Famitsu الشهيرة. ولكن لسوء الحظ، أُصْدِرت اللعبة في نهاية دورة حياة منصة PS1 لذا لم تحقق أي ربح تقريبًا.

1. Bully

Bully 2

حظيت لعبة Bully بالكثير من الاهتمام بسبب موضوعاتها المثيرة للجدل أثناء إصدارها، ولم يكن هناك تركيز كافٍ على حقيقة أنها لعبة رائعة حقًّا.

تتميز لعبة Bully بعالم مفتوح جيد التنظيم، وسيناريو مُحْكَم، ومهام متنوعة. نظرًا لنجاحها، تم إصدار نسخة مُعَدَّلَة منها بعد ذلك بعامين، والتي قدمت أهدافًا وشخصيات وفئات جديدة ووضعًا متعدد اللاعبين، لكن مجتمع الألعاب أراد المزيد.

على الرغم من عدم وجود نية لتكملتها في البداية، إلا أن المطورين غيروا رأيهم عندما تجاوزت Bully توقعات المبيعات. في عام 2008، بدأ فريق في Rockstar New England العمل على التكملة. على أمل الخروج بلعبة بنفس جودة Red Dead وGTA، كان من المتوقع أن تركز Bully II بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي المتقدم مما يعني أن أصغر قرار سيؤثر على سلوك الشخصية لاحقًا في القتالات الرئيسية.

خلال السنة الأولى من التطوير، بدا المشروع وكأنه يُصَمَّم بشكل جيد، حيث تم الانتهاء من ست إلى ثمانِ ساعات من قصة اللعبة. لكن في عام 2009، دفعت Rockstar Games المطورين فجأة إلى ألعاب أخرى، مما تسبب في توقف المشروع.