لم يتوقف الإبتكار والإبداع خلال تاريخ صناعة أجهزة الكونسول، حيث لطالما قدمت الشركات الكبيرة مثل Nintendo وSony وMicrosoft وغيرها قفزاتٍ نوعية واستثنائية وتقنيات لم تُرى من قبل وكانت في معظم الأحيان سابقة لعصرها، وللأسف لم يتم استثمارها بالشكل الصحيح ولم تنل حقها في ذلك الزمن، لذا لم تستمر أو يظهر ما يشبهها في عصرنا الحالي.

سنتكلم في مقال اليوم ضمن سلسلة مقالات Top 10 أو توب 10 عن 10 سمات وتقنيات عظيمة منسية في تاريخ صناعة أجهزة الكونسول، وسنذكر نصفها في الجزء الأول من المقال ونستكمل البقية في الجزء الثاني كما جرت العادة.

حزمة التوسعة لجهاز الـ Nintendo 64

كان جهاز الـ Nintendo 64 شيئًا استثنائيًا ومميزًا للغاية في عصره، ويحمل الكثير منا ذكرياتٍ جميلة مرتبطة به وبألعابه الكلاسيكية، لاسيما Mario 64 و The Legend of Zelda Ocarina Of Time و GoldenEye 007، التي عملت برسوم الـ 64-bit المذهلة آنذاك، لكن السر كان في حزمة التوسعة التي يمتلكها أو ما يُعرف بالـ Expansion Pak التي يتم دمجها مع الجهاز لتضاعف حجم ذاكرته العشوائية RAM إلى 8 ميجابايت.

لكن للأسف لم يتم الإستفادة بشكلٍ رئيسي من هذه الميزة إلا من ثلاثة ألعابٍ تَطلبت الـ Expansion Pak، ولو قامت Nintendo باستثمارها لقدمت لنا المزيد من التحف الكلاسيكية التي لا تُنسى.

نظام الـ VMU لجهاز الـ Sega Dreamcast

كان جهاز الـ Sega Dreamcast أخر الأجهزة التي أصدرتها شركة Sega، قبل أن تصبح مطورًا للبرامج وتخرج من الصناعة، وقد كان الجهاز بالفعل سابقًا لعصره وقدم رؤية مستقبلية لأجهزة الكونسول، بما في ذلك الألعاب القابلة للتحميل واللعب الجماعي على الشبكة، لكن أعظم إبتكارٍ ثوريٍ قدمه كان إضافة الـ VMU، أو ما يُعرف بنظام الذاكرة العشوائية الإفتراضية الذي يتم وضعه على وحدة التحكم ويمتلك شاشةً تُظهر مكوناته من تخزينات الألعاب وبعض تفاصيل اللعبة المستخدمة في الوقت الحالي وغير ذلك، ولكن للأسف لم تستفد سوى ألعابٌ قليلة من هذه الميزة الهائلة مثل Sonic Adventure، وسرعان ما توقف دعم الجهاز وفشل تسويقيًا ولم نرى مثل هذه التقنية الكبيرة حتى يومنا هذا مع الأسف.

المايكروفون الخاص بجهاز الـ Nintendo DS

شهدنا العديد من إبتكارات أجهزة الكونسول المحمولة لشركة Nintendo عبر التاريخ، التي قدم كلٌ منها سماتٍ وميزاتٍ نوعية جديدة، وتميز جهاز الـ Nintendo DS بالعديد من القدرات والأفكار الجديدة مثل امتلاكه لشاشتين، ورسومٍ قوية وألعابٍ استثنائية ومثيرة، كما امتلك ميزةً كبيرةً وجديدة في زمنه لم يتم استخدامها بالشكل الكافي، ألا وهي المايكروفون، حيث لم يتم استخدامه إلا في بعض ألعاب Zelda، ولو استفادت Nintendo من فكرة اللعب الجماعي لكان المايكروفون إبتكارًا ثوريًا مستقبليًا بحق آنذاك.

محول الشبكة لجهاز الـ PS2

يمتلك جهاز الـ PS2 واحدة من أكبر مجموعات الألعاب تنوعًا وقوة في تاريخ صناعة الألعاب، وقد قدم الجهاز في عام 2002 شيئًا كان ليكون بمثابة قفزةٍ نوعية مستقبلية في زمانه، وهو قطعة خارجية “محول الشبكة” يتم إضافتها للجهاز ليتمكن المستخدمون من اللعب الجماعي عبر الشبكة، ولكن للأسف لم تكن ثقافة اللعب الجماعي منتشرةً في ذلك الوقت، ولم يستفد من هذه الميزة الهائلة إلا قلةٌ من اللاعبين.

ميزة الـ Snap في جهاز الـ Xbox One

كان لجهاز الـ Xbox One أحد أكثر المزايا التي أصبحت منتشرة وشعبية في أجهزة المحمول وغيرها في يومنا هذا، وهي ميزة الـ Xbox Snap، التي تسمح للاعبين بفتح العديد من التطبيقات دفعةً واحدة بنفس الوقت، حيث كان بإمكانهم على سبيل المثال فتح الـ Netflix بينما يستعملون دردشة الـ Twitch، مع وجود لعبةٍ قيد التجميد في نافذةٍ أخرى.

لكن مع الأسف أدى سوء التنفيذ واستخدام قلةٍ من اللاعبين إلى تعطيل هذه الميزة الرائعة السابقة لعصرها وعدم الإكمال معها.

في الختام … تكلمنا في مقال اليوم عن 5 سمات وتقنيات عظيمة منسية في تاريخ صناعة أجهزة الكونسول، بما في ذلك نظام الـ VMU لجهاز الـ Sega Dreamcast، وحزمة التوسعة لجهاز الـ Nintendo 64، وغير ذلك، وسنستكمل الحديث عن بقية السمات في الجزء الثاني من المقال. وحتى ذلك الحين أترككم مع قراءة مقالنا السابق بعنوان “تفاصيل التصميم المبتكر لطور قصة Modern Warfare 3 مهام القتال المفتوح“.